فقدت مراكش الثقافية، أحد أكبر معجبيها والمدافعين عنها. رحل عنا عزوز تنيفاس، الكاتب وناقد الفن المغربي الشهير، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً غنياً وشغفاً لا يتزعزع بجوهرة الجنوب المغربي.



الراحل عزوز تنيفاس - عدسة أحمد بن اسماعيل

لم يكن تنيفاس مجرد كاتب، بل كان حارس روح مراكش. يعد كتابه الرئيسي "روح مراكش"، الذي نُشر عام 2011، شهادة حية على حبه للمدينة. هذا الكتاب، الذي يعد قصيدة حقيقية لمراكش، يغمرنا في التاريخ الفني والأدبي للمدينة، ويكشف لنا كيف أسرت وألهمت العديد من الفنانين على مر السنين.

في "روح مراكش"، يقدم لنا تنيفاس معرضاً من الصور النادرة، مازجاً بمهارة بين السير الذاتية والرسوم التوضيحية والمقتطفات الأدبية. يستكشف فيه سحر مراكش الذي مارسته على الرسامين والكتاب الأوروبيين والمغاربة في أوائل القرن العشرين. إنها رحلة عبر الزمن، تعيدنا إلى حقبة أصبحت فيها مراكش أرضاً جديدة للإلهام للفنانين، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تفقد جاذبيتها الإبداعية.

لكن تنيفاس لم يكتف بالاحتفاء بالماضي. كان مهتماً بعمق بمستقبل مدينته الحبيبة والمغرب بشكل عام ثقافياً. في تدخلاته العامة، كان يعبر غالباً عن قلقه إزاء تزايد عدم اهتمام الأجيال الشابة بالتراث الثقافي. كان يدعو بحماس إلى تحديث المقاربات الثقافية، داعياً إلى إعادة تقييم الأولويات لدمج الشباب بشكل أفضل وإحياء الاهتمام بالثراء الثقافي المغربي.

يترك عزوز تنيفاس فراغاً هائلاً في المشهد الثقافي لمراكش. سيفتقد الجميع نظرته الثاقبة وقلمه الأنيق وحبه غير المشروط للمدينة، خاصة أولئك الذين يعتزون بتاريخ وثقافة هذه المدينة العريقة.

لكن إرثه يستمر. من خلال كتاباته وتأملاته والتزامه، ساهم تنيفاس في الحفاظ على الروح الفريدة لمراكش وتعزيزها. لقد ذكرنا بأهمية تقدير تراثنا مع البقاء منفتحين على التغيير والابتكار.

بينما تبكي مراكش فقدان أحد أعظم أصدقائها، نتذكر كلمات تنيفاس ورؤيته لثقافة حية ونابضة. سيستمر حبه لمراكش في إلهام الأجيال القادمة لاستكشاف وتقدير والحفاظ على سحر هذه المدينة.











ارقد بسلام، عزيزنا عزوز تنيفاس. مراكش وكل من يحب هذه المدينة ممتنون لك إلى الأبد.