إذا كان الناتج المحلي الإجمالي أو الناتج القومي الإجمالي هو المؤشر الاقتصادي المفضل  التعامل معه حتى الآن لقياس رقي الأمم. فإننا سنكون أمام معضلة دائمة في الحديث عن مدينة كمراكش.



اذ الرفاه الاقتصادي الذي نشاهده بأغلفة المجلات السياحية والأفلام والبرامج التوثيقية، قد يكون رفاها اقتصاديًا فعلا لكن غير واضح المعالم فيما يخص رفاهية الساكنة، فكيف يمكن تعميم الحديث عن الرفاهية الاقتصادية للمدينة الحمراء !؟

رفاهية الناس أساسية لخلق مدينة الحاضر والمستقبل، وكذا ضرورة الإنصاف في جني خيرات المدينة والاستفادة منها، فأي معنى لنعتي بالمراكشي إذا لم أشعر بالأمان التنموي في هذه المدينة التي تحمل اسمًا لصيقًا بنعتي؟! هل أنا مراكشي لأروي النكت ذات الحموضة المرتفعة واللاتاريخية الفجة ؟ هل أنا مراكشي فقط لأوفر  زمنًا على إيقاع السائح الأجنبي والمحلي ؟!

عزيزي با مراكش، ان الرفاهية الاقتصادية ليست كافية إذا لم تكن مرتبطة برفاهيتك، في كل أبعادها، وأن تشعر بالإنصاف وأنت تتجول بمدينتك بطريقتك التي تحب، وأنك سيد المكان، وأنك لست طعمًا لقرش الرأسمال، يعني يجب ان يتوافق النموذج الاقتصادي والتنموي بالمدينة مع أسلوب الحياة السائد هنا.

باختصار أن تعكس المدينة أمانيك العميقة.