المدينة الحمراء تودع فناناً استثنائياً: حميد فرجاد يرحل في سكينة بمنزله في المدينة العتيقة

أضيف بتاريخ 06/24/2025
مدونة مْرّاكْش

في منزله التقليدي بقلب المدينة العتيقة لمراكش، رحل الفنان حميد فرجاد بهدوء في نومه ليلة أمس. هذا الفنان الإيراني الأصل، الذي اختار أزقة المدينة الحمراء ملاذاً له منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ترك فراغاً كبيراً في المشهد الثقافي المراكشي



يتذكر جيرانه في باب دكالة رجلاً متواضعاً كان يجوب يومياً دروب المدينة العتيقة، متوقفاً باستمرار لتبادل الحديث مع الحرفيين والتجار في الحي. وفي هذا السياق، يقول أحمد، صاحب المقهى الصغير حيث كان فرجاد يتناول شايه كل صباح: "لقد أصبح مراكشياً أكثر من بعضنا."

كانت المدرسة العليا للفنون البصرية، الواقعة على بعد خطوات من منزله، بمثابة بيته الثاني. هناك قام بتدريب جيل كامل من صانعي الأفلام المغاربة. ويشهد كريم، أحد طلابه السابقين قائلاً: "كان حميد يعرف كل زاوية في مراكش، وكل ضوء خاص يخترق أزقتنا. علمنا كيف نرى مدينتنا بنظرة جديدة."

ويستذكر فانسون ميليلي، الذي عمل معه لسنوات في المدرسة العليا للفنون البصرية، بتأثر: "كان يقول دائماً إن مراكش هي التي اختارته، وليس العكس. منحته هذه المدينة حياة جديدة، وفي المقابل، كرس لها كل فنه وشغفه."

سيبقى فيلمه الأخير، الذي صُوّر بالكامل في الأحياء الشعبية لمراكش مع طلابه، شهادة على حبه للمدينة الحمراء. حتى دوره المميز في فيلم "ميموزا" لأوليفر لاكس، الذي صُوّر في جبال الأطلس، كان دليلاً على ارتباطه العميق بالمنطقة.

يفقد سكان المدينة العتيقة اليوم أكثر من مجرد فنان - إنهم يفقدون جاراً، وصديقاً، وابناً حقيقياً لمراكش، والذي رغم ولادته على بعد آلاف الكيلومترات، جعل من جدرانها الحمراء وطنه الوحيد.