يخيم كوفيد-19 على مدينة الأولياء السبعة لينقلها كما العالم إلى مخيم للأرواح الخائفة المترقبة وليبطئ من حركتها تحديدا وهي المدينة التي لاترى أصلا في عقارب الساعة أي إعلان على الاستعجال.
ليس سرا، فبالأحرى عيبا، اعتبار هذه المدينة من بين أبطأ المدن المغربية (في إشارة ودودة لمدينة أصيلا أو ورززات على سبيل التثاؤب)، اذ لديها استعداد تاريخي وإرث واضح في التمهل ونشر فلسفة وتطبيق لزمن خاص يمكن التقاطه بعدسات كاميرا المحترفين. بخور زمن سلحفاتي تستنشقه أينما وليت بحرمات المدينة، تشكل فيه "الغداويات" (عادة إرجاء المواعيد والالتزامات الى الغد ) قلب الزمن وعملة رائجة التداول إن لم تكن محمودة الإتيان.
لدرجة أن العديد من المراكشيين "الأفحال" قد يرون بعين القلق والاضطراب شخصا مواظبا على احترام المواعيد كما هو متعارف عليها آليًا، إذ قد ينعتونه، ولا مفاجأة، بأقبح الصفات، أبسطها : "من يحسب نفسه هذا ؟! من أسرعوا ماتوا !". وسيؤمن أغلب الحاضرين على قول بامراكش المشمئز من "سرعة الزمان".
الأسئلة المتبقية كالتالي : ماذا لو كانت "جايحة" كوفيد-19 والتي ستحكم على مراكش ببطء أشد بحكم منطق الأوبئة، فرصة طلائعية لمراجعة منطق الزمن المحلي؟ ماذا لو وعينا ببطئنا وحولناه من علم منكس إلى إشارة تجديد ثورية تستجيب لمنطق ما بعد بطئنا ؟ يعني نبدأ من حيث انتهى الآخرون، من حاجة العالم الفورية الى تبطيء الحركة وتعميق الفكر النفعي، فعلى هذا المستوى نحن على أتم جاهزية.