تتفتت كلمات الوفاء الصّلبة كما تتفتت بقايا الكيك وتُلقى في كيسٍ أسود.
أين تتوارى عهود الحبّ الأزلية بعدما تنتهي الرّقصة واللّفة والهمسة؟
تُكنس مع أعقاب السّجائر وبقايا المشاريب والمكسّرات وتشفط في الحمّام.
أين تغيب الأميرات ذوات الكعوب الرّاقصات على القلوب حين يحلّ الفجر قبل موعده ويطردنا الضّوء من جنتنا المحاصرة الصّغيرة؟
من هرّب أغانينا الخطيرة؟
بعضها تسلّل إلى صندوق سيارة الضيف المميّز الذي كان يداعب شعر رفيقته الهيفاء طيلة الحفل.
أغنية فيروز الشجيّة دسّتها الصبية الخفيفة الرّوح في حقيبة يدها المُقَلّدة لتنام إلى جانبها في شقتها المشتركة.
إحداها طافت، في منحدر الرّبوة نحو مساكن الطلاّب، فوق رؤوس ثلاثة عزّاب رقصوا رقص مودّع.
وأخرى كانت دليل الجار الخجول المترنّح إلى باب غرفة نومه الكبيرة، في منزله الصّامت البارد مثل برّاد السوبرماركت.
والبقية تسكّعت في الأزقة الخلفية، ولاذت بالظلمة العالقة في الجدران، ثم تبخّرت كما تحترق الشياطين تحت نور الشمس.
أين تذهب الأغاني الجميلة حين تنتهي الحفلة؟
أضيف بتاريخ 12/11/2021
الصديق أبو الحسن