تواجه مدينة مراكش أزمة حقيقية في مجال المرافق الصحية العامة، حيث تكشف الإحصائيات الرسمية عن وضع مقلق يهدد مستقبل السياحة في المدينة الحمراء. فعلى ساحة جامع الفنا وحدها، التي تستقبل ما يصل إلى 250 ألف زائر في موسم الذروة، لا يتوفر سوى 20 مرحاضاً عاماً، مما يشكل تحدياً كبيراً للبنية التحتية السياحية
وتتجلى خطورة الوضع في التأثير السلبي على المعالم التاريخية للمدينة، حيث تعاني أسوار باب دكالة التاريخية من التدهور بسبب هذه المشكلة. كما أن نقص المرافق الصحية الحديثة وسوء حالة المراحيض القائمة يؤثر بشكل مباشر على تجربة السياح والزوار، مما يهدد السمعة السياحية للمدينة.
في محاولة لمعالجة هذه الأزمة، أطلقت المدينة مشروع "دار لو ضو"، وهو مبادرة مبتكرة تتمثل في إنشاء أول مرحاض عام عصري بالقرب من المقابر السعدية. يتميز المشروع بمعايير نظافة عالية واحترام للبيئة، مع تحديد رسوم دخول لانظنها في متناول الجميع تبلغ 5 دراهم. وتخطط المدينة لإنشاء 9 مرافق مماثلة في مواقع مختلفة.
ووفقاً للمعايير الدولية، تحتاج المدينة إلى توفير مرحاض واحد لكل 10 نساء ومرحاض لكل 15 رجلاً. ويتطلب تحقيق هذا الهدف استثمارات عاجلة في البنية التحتية الحديثة، مع التركيز على الصيانة المنتظمة للمرافق القائمة. ويبقى التحدي الأكبر أمام السلطات المحلية هو التحرك السريع لحماية جاذبية مراكش السياحية وضمان ظروف صحية لائقة لجميع زوارها ومواطنيها.
علاوة على كل ذلك، تقع على عاتق سكان مراكش مسؤولية كبيرة في الحد من آثار هذا النقص. يجب أن يكون لدى المواطنين وعي قوي بأهمية النظافة الشخصية والعامة، مما يسهم في تعزيز الوعي المدني. من خلال المحافظة على نظافة المدينة والامتناع عن التصرفات غير المسؤولة، يمكن للسكان المساهمة في تحسين الوضع الصحي في مدينة مراكش وضمان بيئة صحية للجميع.