"المستقبل يُصنع هنا، في قلب أفريقيا النابض."
في أزقة مراكش العتيقة، يتجلى إبداع جديد من خلال رواية "الليل سيأخذنا" للفنان المغربي العالمي ماحي بنبين، الذي يسرد قصة أم شجاعة ربت سبعة أطفال بمفردها. في روايته الثالثة عشر، التي نشرتها دار روبير لافون، يكشف بنبين عن تجربة شخصية عميقة، واصفاً إياها بأنها "الأصعب في مسيرته الأدبية".
تتحول المدينة الحمراء اليوم إلى منارة ثقافية أفريقية، حيث تستضيف معرض 1-54 للفن المعاصر ومهرجان الكتاب الأفريقي. من خلال عيني طفل خجول، يرسم بنبين صورة لمدينة يتجاوز فيها التضامن الاجتماعي كل الفوارق، حيث "باب بيت الفقير وباب بيت الغني سواء".
يواصل بنبين، الذي تُعرض أعماله في أشهر متاحف العالم من غوغنهايم إلى سميثسونيان، رسالته في خدمة مجتمعه من خلال إنشاء مراكز ثقافية تقدم "ثقافة الحياة" لآلاف الأطفال المغاربة. بعد 25 عاماً قضاها بين باريس ونيويورك، اختار العودة إلى مسقط رأسه، مؤمناً بأن "المستقبل هنا".
يؤكد بنبين أن "أفريقيا جميلة، أفريقيا غنية، أفريقيا عبقرية"، داعياً الشباب إلى بناء مستقبلهم في أرضهم بدلاً من البحث عن أحلام غامضة في الخارج. هذا التحول الثقافي العميق يؤكد أن أفريقيا لم تعد تنظر فقط إلى الشمال، بل أصبحت تؤكد هويتها الثقافية الخاصة بثقة وإبداع.