نبيل مولين يكشف الحقائق عن جامع الكتبية: تاريخ عريق يتجاوز الحدود والسياسة

أضيف بتاريخ 03/18/2025
مدونة مْرّاكْش

تنتصب مئذنة جامع الكتبية في مراكش شامخة، تروي قصة حضارة وعمران امتد تأثيرهما عبر شمال أفريقيا. في خضم الجدل الأخير حول هوية بناة هذا الصرح التاريخي، يقدم المؤرخ نبيل مولين رؤية علمية موثقة تكشف عمق وثراء تاريخ هذا المعلم الأيقوني.



وفي حوار أجرته معه صحيفة "ميديا 24" المغربية في 18 مارس 2025، يوضح مولين أن بناء جامع الكتبية بدأ عام 1147 بأمر من الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي، في فترة شهدت توسعاً حضارياً غير مسبوق.

والمثير أن المسجد شُيد على مرحلتين - الأولى مباشرة بعد 1147، والثانية في 1158 - ليصبح رمزاً للقوة المعمارية الموحدية. وأضاف صومعته الشهيرة الخليفة يعقوب المنصور قبل عام 1198، بإشراف المهندسين أحمد بن بسو وعلي الغماري.

يجمع المسجد في تصميمه بين التأثيرات المشرقية والأندلسية، مستوحياً عناصر من مساجد القدس ودمشق والقيروان وقرطبة، لكنه يتميز بطابع مغربي فريد. وقد شُيد في عصر كانت فيه الإمبراطورية المغربية تمتد من الأندلس إلى طرابلس، في عهد ازدهار حضاري شامل.

ويؤكد مولين أن محاولات نسب المسجد لأصول غير مغربية تتجاهل حقيقة أن الدولة الموحدية كانت إمبراطورية مغربية المنشأ والهوية، وأن عبد المؤمن نفسه كان رعية مرابطية قبل تأسيس الدولة الموحدية.

فجامع الكتبية ليس مجرد مبنى تاريخي، بل هو شاهد حي على عصر ذهبي شهد تفاعلاً حضارياً خصباً تجاوز الحدود المعاصرة، وأنتج تحفاً معمارية ما زالت تبهر العالم حتى اليوم.