يجسد الفنان التشكيلي والروائي المغربي ماحي بنبين قصة إبداعية فريدة في المشهد الثقافي العربي المعاصر، حيث حول جراح الماضي إلى أعمال فنية تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
ففي حوار خاص مع إذاعة RFI الفرنسية، يكشف بنبين عن رحلته الفنية التي تجمع بين عالمي الأدب والفن التشكيلي. وصدر له مؤخراً روايته الرابعة عشر "الليل سيأخذنا" عن دار روبير لافون، والتي تستكشف ذكريات الطفولة وتأثيرها على تشكيل الهوية.
تتشابك قصة عائلة بنبين مع تاريخ "سنوات الرصاص" في المغرب، حيث شارك شقيقه، الضابط آنذاك، في محاولة انقلاب عام 1971، ليقضي 18 عاماً في سجن تازمامارت. وفي المقابل، اختار والده، شاعر البلاط الملكي، التبرؤ علناً من ابنه للحفاظ على مكانته.
يواصل بنبين، المقيم حالياً في مراكش بعد سنوات من المنفى، إبداعه المزدوج: الكتابة صباحاً والرسم مساءً. وتعكس منحوتاته، خاصة "حوار الأديان"، ثنائية الهوية وتشظي الذات، في تناغم مع مسيرته الشخصية بين الثقافتين العربية والفرنسية.
ويتجاوز دور بنبين الإطار الفني التقليدي، فبعد النجاح الكبير لروايته "نجوم سيدي مومن" التي حولها المخرج نبيل عيوش إلى فيلم سينمائي، أسس مراكز ثقافية في الأحياء المهمشة بالدار البيضاء. وكأنه بذلك يجسد مقولة شقيقه بعد خروجه من تازمامارت: "لم ينج الأقوياء جسدياً، بل الذين خلت قلوبهم من الحقد."