مراكش على عجلتين

أضيف بتاريخ 06/02/2025
مدونة مْرّاكْش

1

في السنوات الأخيرة، برزت ثقافة الدراجات الهوائية كحلّ مبتكر لإعادة الحياة الإنسانية إلى المدن، خاصة في سياق التحديات الحضرية التي تعيشها مراكش. تشير دراسات عالمية إلى أن تبني سياسات داعمة للدراجات يمكن أن يحوّل الفضاءات الحضرية إلى أماكن أكثر أمانًا وحيويةً وانفتاحًا على الجميع.



مراكش، المدينة الحمراء ذات التاريخ العريق، لديها فرصة فريدة لدمج الدراجات الهوائية في نسيجها الحضري. تخيلوا شوارع المدينة القديمة (المدينة) تزخر بالدراجات بدلًا من زحام السيارات، حيث يصبح التنقل بين سوق جامع الفنا والأزقة الضيقة تجربة أكثر سلاسة. الأحياء الحديثة مثل كيليز يمكن أن تتحول إلى مساحات صديقة للمشاة والدراجات مع ممرات مخصصة محمية، مما يقلل التلوث السمعي والهوائي.

من فوائد هذه الثقافة أنها تعيد تعريف مفهوم الشارع كفضاء اجتماعي. في أمستردام وكوبنهاغن، أصبحت الممرات الدراجية نقاط التقاء عفوية، حيث يتفاعل السكان أثناء تنقلاتهم اليومية. لماذا لا نرى مقاهٍ دراجات تنتشر على جوانب طرق مراكش، أو دراجات شحن تنقل البضائع في الأسواق بدلًا من الشاحنات الملوثة؟

التحدي الأكبر يكمن في البنية التحتية. يحتاج الأمر إلى إعادة تصميم التقاطعات الرئيسية مثل ساحة الحرية، وتركيب أرصفة آمنة تفصل الدراجات عن السيارات، مع توفير مواقف آمنة بالقرب من المعالم السياحية كحديقة ماجوريل. التجارب الناجحة في مدن مثل بوغوتا الكولومبية تثبت أن التغيير ممكن حتى في المدن ذات الطابع التقليدي.

الثقافة الدراجية ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي فلسفة تعيد التوازن بين الإنسان والآلة. في مدينة سياحية كمراكش، يمكن للدراجات أن تكون جزءًا من الهوية الجديدة – مدينة تزاوج بين الأصالة والابتكار، حيث تصبح كل رحلة على عجلتين فرصة لاكتشاف تفاصيل جمالية كانت تخفيها سرعة السيارات.