في استكشاف حصري قام به صني سايد من قناة "Best Ever Food Review Show" على يوتيوب، نأخذكم في رحلة استثنائية عبر المطبخ المراكشي المتنوع. في كل زاوية من زوايا مراكش المدينة الحمراء، تنبض قصة طعام فريدة تروي حكاية ثقافة عريقة وتقاليد متوارثة عبر الأجيال. من أزقة المدينة القديمة إلى المطاعم الفاخرة، تتكشف أمامنا أسرار المطبخ المغربي.
في قلب ساحة جامع الفنا، حيث تمتزج روائح التوابل مع أصوات الباعة، يقف مصطفى أمام قدره الصغير، يقدم حساء الحلزون (البابوش) - طبق يعكس عراقة المطبخ المغربي. يستخدم مصطفى خلطة سرية من أكثر من 20 نوعاً من التوابل، منها الزنجبيل والبابريكا والزعتر وعرق السوس والنعناع واليانسون. الطبق الذي لا يتجاوز سعره 20 درهماً يعتبر من أشهر أطباق الشارع في مراكش.
في مطعم "عند لمين الحاج مصطفى"، يواصل الشاف جلال إرث والده في تقديم المشوي الذي أسر قلوب الملوك. يتم تحضير الخروف في فرن تقليدي يمتد لعمق 20 قدماً تحت الأرض، حيث يطهى ببطء لمدة ساعتين ونصف. السر يكمن في طريقة الطهي التقليدية التي تجعل اللحم يذوب في الفم دون الحاجة لأي توابل إضافية.
الشاف موحا، الذي قضى 15 عاماً في أوروبا قبل العودة إلى جذوره المغربية، يقدم في مطعمه تجربة طعام استثنائية تمزج بين التقاليد والحداثة. يتم تحضير طنجية اللحم في وعاء فخاري تقليدي مع الزعفران والليمون المخلل والسمن البلدي، بينما يتميز تاجين السمك بالقاروص المتبل بالكريمة والزعفران والتوابل المغربية الأصيلة، إضافة إلى تشكيلة من 21 نوعاً من السلطات المغربية التقليدية.
يعتمد المطبخ المراكشي على استخدام الأفران التقليدية تحت الأرض وتوظيف التوابل المحلية الطازجة والطهي البطيء الذي يحافظ على النكهات، مع مزيج فريد من الوصفات المتوارثة عبر الأجيال. في دار موحا، تمتد التجربة لتشمل عروضاً موسيقية تقليدية تعزز من أصالة التجربة وتنقل الضيوف إلى عالم مراكش الساحر.
تؤكد هذه الرحلة الطهوية في مراكش أن المدينة تقدم تجربة طعام فريدة تناسب جميع الأذواق والميزانيات. من أطباق الشارع البسيطة إلى الوجبات الفاخرة، كل طبق يحكي قصة ويعكس جزءاً من التراث المغربي الغني. ندعوكم لزيارة هذه الوجهات واكتشاف سحر المطبخ المراكشي بأنفسكم. فكل وجبة هي رحلة، وكل طبق هو حكاية تستحق أن تُروى وتُتذوق.