المدن العملاقة في 2050: كيف تندرج مراكش في هذا التحول الحضري العالمي

أضيف بتاريخ 04/28/2025
مدونة مْرّاكْش


يشهد العالم ثورة حضرية ستعيد رسم الخريطة الديموغرافية العالمية بشكل جذري. وفقًا لدراسة حديثة أجرتها أكسفورد إيكونوميكس، "سيرتفع عدد المدن العملاقة من 44 إلى 67 مدينة بحلول عام 2050". تقود إفريقيا هذا التحول بتقدم مذهل، حيث سيرتفع عدد مدنها العملاقة من 5 إلى 12 مدينة، رغم أن آسيا ستحتفظ بموقعها المهيمن. من المتوقع أن تضم مدن مثل دكا ودلهي ومانيلا أكثر من 40 مليون نسمة لكل منها، مما يوضح حجم هذه الظاهرة في البلدان الناشئة.

تجسد هذه المدن العملاقة مفارقة كبيرة: فهي محركات للابتكار والنمو الاقتصادي، لكنها تواجه في نفس الوقت تحديات هائلة. يؤكد تقرير للأمم المتحدة أن "البنية التحتية والإسكان والنقل وإدارة الموارد تشكل تحديات حاسمة". في البلدان المتقدمة، يأخذ الوضع بعداً آخر. تمثل طوكيو هذا التناقض بشكل مثالي: فرغم الهجرة الإيجابية، تواجه المدينة انخفاضاً ديموغرافياً حتمياً، مما ينذر بصعوبات كبيرة لسوق العمل وأنظمتها الاجتماعية.

في المغرب، يتسارع التحول الحضري. وفقاً للمندوبية السامية للتخطيط، سيصل عدد السكان إلى 43.6 مليون نسمة بحلول عام 2050، سيعيش ما يقرب من ثلاثة أرباعهم في المدن. كما سيشهد البلد شيخوخة ملحوظة لسكانه، حيث سيتضاعف عدد المسنين ثلاث مرات مقارنة بعام 2014.

تجسد مراكش هذا التحول على المستوى المحلي. مع أكثر من مليون نسمة ونمو سنوي بنسبة 1.7٪، تجذب المدينة سكاناً ميسورين يحفزون سوق العقارات الفاخرة. تؤكد دراسة لهسبريس أن "المدينة الحمراء أصبحت قطباً رئيسياً جاذباً للثروات الوطنية والدولية". ومع ذلك، يولد هذا النمو السريع توترات. تشير دراسة لدوكومنتا إلى أن "العجز الهيكلي في المساكن والتنمية الحضرية العشوائية أحياناً يخلقان اختلالات مستمرة".

كما أن الاعتماد على السياحة وغياب نسيج صناعي متنوع يضعف اقتصاد مراكش. لإنجاح تحولها، يتعين على المدينة، مثل المدن الإفريقية الأخرى، التوفيق بين الجاذبية الاقتصادية والتنمية المستدامة، مع الحفاظ على تماسكها الاجتماعي. ستحدد هذه المعادلة المعقدة قدرة مراكش على فرض نفسها كنموذج ناجح للتنمية الحضرية في عالم يشهد تحولاً متسارعاً.


Rise-of-new-megacities-will-drive-global-urban-growth Rise-of-new-megacities-will-drive-global-urban-growth